لماذا يؤدي ضعف الإحساس بالضغط على الجلد إلى القدم السكري ؟
يؤدي فقدان الإحساس باللمس والضغط إلى شعور المريض بأنه يسير على الماء أو القطن فتختل خطواته وقد يقع ويصاب. وأحيانا يضغط بشدة على الأرض ليتأكد من خطوته مما يزيد من إحتمال تعرضه للإصابة.
الإحساس بالضغط الزائد على أي جزء من الجسم يدفع الإنسان إلى تعديل أوضاعه حتى يتجنب حدوث أضرار بالأنسجة بسبب تعرضها لهذا الضغط الزائد لفترات طويلة. يحدث هذا حتى في أثناء النوم. في المرضى الذين لا يشعرون بالضغط على أجزاء معينة من أجسامهم يتسبب الضغط الزائد لفترات طويلة في حدوث زيادة في سمك وصلبة الجلد مع موت الأنسجة العميقة تحته مما يؤدي في النهاية إلى تشققه ليفتح الطريق أمام العدوى الميكروبية لتتسلل إلى الأنسجة العميقة من خلال القرح . من أمثلة ذلك قرح الفراش التي تصيب مرضى الشلل أو الذين بعانون من الغيبوبة .
أما بالنسبة للقدم فإن مهمة تحمل وزن الجسم تنحصر في الإنسان الطبيعي في مناطق محددة من جلد باطن القدم يكون الجلد فيها أكثر سمكا وتحملا من الجلد في أنحاء الجسم الأخرى. هذه الأجزاء هي الكعب و الحافة الخارجية للقدم و أسفل رءوس العظيمات المشطية (قبل بدايات الأصابع مباشرة) ويمكن تحديد هذه المناطق بالسير بالقدم المبللة على أرض جافة ثم النظر إلى أثر القدم في الأرض .
في مرضى السكر يؤدي الخلل في أوضاع القدم إلى مشاركة أجزاء جديدة من جلد القدم في تحمل الوزن وتعرض أخرى لضغوط زائدة أو إحتكاكات وهذه الأجزاء مغطاة بجلد رقيق غير مهيأ لتحمل الأوزان أو الضغوط أو الإحتكاكات. هنا يتفاعل الجلد الرقيق مع هذه الضغوط بتكوين طبقات قرنية (كاللو) مع زيادة في سمك وصلابة الجلد و موت الأنسجة العميقة تحته مما يؤدي في النهاية إلى تشققه ليفتح الطريق أمام العدوى الميكروبية لتتسلل إلى الأنسجة العميقة من خلال القرح و قد ينتشر الإلتهاب في الأنسجة العميقة مهددا العضلات و الأوتار و العظام. أما الفقاعات فقد تتحول إلى خراريج إذا تسللت الميكروبات إلى السائل الموجود داخلها وقد تنفجر أو تتهتك أو يقوم أحدهم بقصها مما ينتج عنه قروح. يبدأ الضغط على باطن القدم في التزايد بصورة أكبر من المعدلات الطبيعية أثناء الوقوف والمشي وبخاصة أسفل مقدم القدم قبل الأصابع مباشرة. يحدث ذلك لأسباب كثيرة ونظرا لعدم إحساس المريض بالضغط على الجلد يستمر تعرض نفس النقاط للضغوط العالية لفترات طويلة مما قد يؤدي في النهاية لحدوث قرح.